المحور الأول: ديباجة البداية.. "من وين نبدأ الحكاية؟" (الإثارة والرهان)
يا هلا بالجميع! موسم دوري روشن السعودي 2025/2026 ما بدأ يمشي على الهون، بل بدأ بمنافسة ولعت نار في كل الزوايا. الاستثمار الضخم اللي شفناه في السنوات الأخيرة، ما عاد هو مجرد كلام، صار يتجسد في نتائج داخل الملعب، وبعضها نتائج صادمة للكبار ومهدّدة لوضعهم الطبيعي في خارطة الكرة السعودية.
بعد سبع جولات كاملة، يعني تقريباً ربع مرحلة الذهاب، وصلنا لنقطة "كشف الحسابات". هذه الجولة السابعة دايمًا تكون الفاصل اللي يحدد مين ماشي صح بثقة، ومين ضايع بالطوشة ومحتاج وقفة تصحيح سريعة قبل ما يضيع الموسم كامل. الأندية اللي جمعت نقاطها بدري يمديها ترتاح نفسياً وتلعب بهدوء، أما الأندية اللي تعثرت، فبدأت تشوف شبح الهبوط أو شبح الابتعاد عن المنافسة يلوح في الأفق.
هذا التقرير مو مجرد سرد لجدول الترتيب، لا. هذا تحليل حصري ومفصل، بنغوص فيه في الأسباب العميقة ورا كل تغيير صار. ليش الاتحاد، حامل اللقب السابق والمرشح الدائم، تراجع بشكل مؤلم ومبكر؟ وكيف القادسية ونيوم قلبوا الطاولة، وصاروا يزاحمون فرق القمة بصفقاتهم الذكية؟ كل هذه التفاصيل، وأكثر من تحليل لأرقام الهدافين وصناع اللعب، راح نلقيها تحت المجهر بلهجة سعودية خالصة، تحليل يليق بمتابعي دوري روشن الشغوفين.
الرهان الآن ما عاد هو بس على اللقب، صار الرهان على المراكز الآسيوية، وصار الرهان الأعنف على البقاء. الفجوة بين الكبار والصغار تتسع في الميزانية، لكنها تضيق في الملعب، وهذا اللي خلى دوري روشن 2025/2026 استثنائياً.
المحور الثاني: الخارطة كاملة.. جدول ترتيب دوري روشن السعودي بعد 7 جولات
إذا جينا نتكلم عن "ترتيب دوري روشن السعودي بعد الجولة السابعة"
بالنظر إلى البيانات المتاحة وتحليل نتائج الفرق بعد خوضها 7 مباريات
جدول رقم (1): ترتيب أندية دوري روشن السعودي بعد الجولة السابعة (2025/2026)
تحليل التوزيع النقطي والفجوة المتزايدة
الخريطة توضح وجود فجوة حادة تتسع عاماً بعد عام في دوري روشن. الأندية الأربعة الكبرى، بالإضافة إلى نيوم والقادسية المدعومين حديثاً، يشكلون طبقة عليا تتنافس على النقاط العشر الأولى. بينما نرى في الطرف الآخر خمسة أندية على الأقل تتصارع بنقاط قليلة جداً.
الفجوة بين المركز الثامن (الاتحاد) والمركز الخامس (الأهلي) مع المركز الرابع (القادسية) تكشف أن المنافسة على المراكز الآسيوية، التي كانت حكراً على الأربعة الكبار، لم تعد مضمونة إطلاقاً. الأهلي في المركز الخامس ونيوم في المركز السادس
في المقابل، فرق القاع تعيش أزمة حقيقية. وصول النجمة إلى الجولة السابعة دون أي نقطة (0 نقطة)
المحور الثالث: قمة نارية.. "الهلال والنصر" يفرضون هيمنتهم المبكرة
على الرغم من الإثارة والمفاجآت في وسط وجنوب الجدول، يظل الصراع على الصدارة في يد "الهلال والنصر". هذان الناديان فرضا هيمنتهما النقطية المبكرة، مدعومين باستقرار فني وصفقات نوعية لا تخطئها العين، مما يجعلهما المرشحين الأقوى لحصد اللقب.
الاستقرار التكتيكي في البيت الهلالي
يظهر الهلال، الذي يحتل المركز الثالث المؤكد بناءً على تحليل التوزيع النقطي
تؤكد الإحصائيات الفردية هذا التنوع؛ نجد أن مالكوم وداروين نونيز وروبن نيفيز ظهروا جميعاً ضمن قائمة اللاعبين المؤثرين في الإحصائيات (صناع لعب أو مساهمين حاسمين).
فعالية النصر و"الدون" كقوة حاسمة
في المقابل، يعتمد النصر بشكل كبير على فعالية قائده الأسطوري كريستيانو رونالدو. النجم البرتغالي أثبت مرة أخرى أنه ما زال أفضل مهاجم في الدوري، حيث يتصدر قائمة الهدافين بـ 8 أهداف بعد سبع جولات.
لكن النصر، على عكس الهلال، يميل أكثر إلى التركيز على نقطة قوة واحدة في التهديف (رونالدو)، على الرغم من ملاحقة الهلال القوية في عدد الأهداف المسجلة عبر ماركوس ليوناردو (6 أهداف).
وبالنظر إلى إحصائيات الأهداف للفريق ككل
المحور الرابع: أزمة "العميد" و"الراقي".. لماذا تراجع الاتحاد والأهلي؟
لعل أكثر ما أثار الجدل في خارطة الترتيب بعد الجولة السابعة هو التراجع الملحوظ لاثنين من أعمدة الكرة السعودية: الاتحاد والأهلي. فريقي جدة، أو "العميد" و"الراقي"، يجدان نفسيهما خارج المربع الذهبي، وهو وضع لا يتناسب إطلاقاً مع حجم الاستثمار والنجوم المتواجدين في صفوفهما.
التراجع الصادم للاتحاد.. المركز الثامن
يُعد تراجع الاتحاد إلى المركز الثامن
التحليل الدقيق للأسباب يكشف أن المشكلة ليست تكتيكية بحتة، بل تتعلق بـ "هشاشة العمق" عند تعرض الفريق لضربات الغيابات. تشير التقارير بوضوح إلى أن الاتحاد يعاني بشدة من غيابات مؤثرة، أبرزها غياب النجم الفرنسي كريم بنزيما، بالإضافة إلى خمسة غيابات أخرى ضربت الفريق قبل مباراته الحاسمة ضد الخليج في الجولة السابعة.
إذا كان غياب نجم واحد بحجم بنزيما، بالإضافة إلى خمسة لاعبين آخرين، يؤدي إلى تراجع العميد إلى المركز الثامن، فهذا يدل على أن الاستراتيجية الإدارية والفنية لم تبنِ فريقاً قادراً على المنافسة على جبهات متعددة بكفاءة. الفرق الكبرى يجب أن تتحمل غياب نجم واحد أو اثنين، لكن التراجع بهذا الشكل يوضح نقصاً خطيراً في الجاهزية البدنية والتناوب بين اللاعبين.
تذبذب الأهلي وغياب الاستمرارية
أما الأهلي، فاحتل المركز الخامس
إن وجود توني في قائمة الهدافين يعني أن الفريق يملك آلة تهديف ممتازة، لكن التواجد في المركز الخامس يدل على وجود خلل في خط الوسط أو الدفاع لم يسمح للفريق بحصد النقاط الكاملة في مباريات كان يفترض أن يفوز بها بسهولة. يحتاج الأهلي إلى دعم قوي ومنظومة تكتيكية أكثر توازناً لضمان استغلال كامل لقدرات نجومه العالميين.
المحور الخامس: مفاجآت الموسم.. القادسية ونيوم.. "الفرق الجديدة تلخبط الحسبة"
الظاهرة الأكثر لفتاً للانتباه هذا الموسم هي النجاح المذهل الذي تحققه الأندية الصاعدة حديثاً لدوري روشن، وتحديداً القادسية ونيوم. هذه الأندية لم تصعد لكي تنافس على البقاء فحسب، بل صعدت لكي "تخبط الحسبة" وتزاحم الكبار على المراكز المتقدمة.
القادسية.. نموذج القوة الصاعدة
استحق القادسية، الذي يحتل المركز الرابع المذهل بعد الجولة السابعة
القادسية يستفيد حالياً من تألق مهاجمه خوليان كينونيس، الذي سجل 6 أهداف
ظاهرة نيوم.. الاستنساخ الناجح
إذا كان القادسية هو النموذج، فإن نيوم هو "الاستنساخ الناجح" لهذه التجربة. يحتل نيوم المركز السادس
وقد دعم نيوم صفوفه بصفقات مميزة لعل أبرزها: سلمان الفرج، رومارينهو، أحمد حجازي، وغيرهم من الأسماء التي كانت نجوماً في دوري روشن الموسم الماضي.
لقد كانت أرقام نيوم في دوري يلو الموسم الماضي خير دليل على جديته، حيث خاض الفريق 7 مباريات وحقق 6 انتصارات وتعادل واحد، وسجل 19 هدفاً واستقبل 4 فقط.
إن نجاح القادسية ونيوم (اللذين استحوذا على الخبرة المحلية العالية الجودة)
المحور السادس: أرقام لا تكذب.. "سباق الهدافين وصناع اللعب"
بعيداً عن ترتيب الفرق، يجب الغوص في الأرقام الفردية التي توضح مدى تأثير اللاعبين الأجانب والمحليين في حسم المباريات. إن سباق الهدافين وصناع اللعب هو مرآة تعكس مدى قوة المنظومة الهجومية لكل فريق.
صراع الهدافين.. رونالدو في المقدمة والمطاردة مستمرة
لا يزال كريستيانو رونالدو يتربع على عرش الهدافين بـ 8 أهداف بعد الجولة السابعة
خوليان كينونيس، مهاجم القادسية، وماركوس ليوناردو من الهلال، يلاحقان رونالدو بـ 6 أهداف لكل منهما.
جدول رقم (2): قائمة هدافي دوري روشن السعودي بعد الجولة السابعة
صناع الإبداع.. التنوع هو مفتاح الهلال
عند النظر إلى قائمة اللاعبين المؤثرين في صناعة الأهداف، نجد مزيجاً لافتاً من الفرق الكبرى والوسطى، وهذا يؤكد أن الأهداف لا تُسجل بالصدفة، بل بتمريرات حاسمة من نجوم متخصصين.
برزت أسماء مثل راميرو إنريكي من الخلود ومالكوم وداروين نونيز وروبن نيفيز من الهلال، بالإضافة إلى ساديو ماني من النصر، ضمن قائمة اللاعبين الأكثر تأثيراً في الجولة السابعة.
هذا التوزيع يدل على:
عمق الهلال التكتيكي: وجود ثلاثة لاعبين من الهلال (مالكوم، نونيز، نيفيز) في قائمة المؤثرين
يدل على أن الفريق يمتلك نظاماً متكاملاً لإيصال الكرة للمرمى.فعالية فرق الوسط: ظهور لاعبين من فرق الوسط (مثل إنريكي من الخلود، أو سيلا من الرياض)
يثبت أن هذه الفرق تستثمر في لاعبين نوعيين لكسر الدفاعات، حتى لو كانت نتائج الفريق العامة متذبذبة.
الخلاصة هنا، أن الفرق الناجحة تملك حلولاً جماعية في الصناعة (الهلال)، بينما الفرق التي تعاني (الاتحاد) تعتمد بشكل كبير على العبقرية الفردية لنجمها الغائب (بنزيما)، مما يترك فجوة كبيرة عندما يبتعد هذا النجم عن الملعب.
المحور السابع: قاع الترتيب.. "معركة الهروب من دوري يلو"
بقدر ما كانت المنافسة مشتعلة في القمة والمربع الذهبي، كانت معركة القاع يائسة ومؤلمة. سبع جولات مرت، والبعض لم يستطع حتى جمع نقطة واحدة، مما يضع هذه الفرق في مأزق حقيقي قد يصعب الخروج منه مع مرور الوقت.
النجمة.. أزمة تتطلب تدخلاً فورياً
يعيش نادي النجمة، متذيل الترتيب بصفر نقاط بعد 7 جولات
فرق حافة الهاوية
لا يواجه النجمة الأزمة وحده، بل تتبعه أندية تحتاج لصحوة فورية لتفادي الغرق: ضمك (3 نقاط)، والأخدود (4 نقاط)، والفتح (5 نقاط)، والحزم (6 نقاط).
المشكلة الحقيقية التي تواجه هذه الأندية ليست فقط ضعفاً في التشكيلة، بل تزايد فجوة الجودة. الفرق في دوري روشن باتت أقوى وأكثر استثماراً، خاصة مع صعود فرق بميزانية ضخمة مثل القادسية ونيوم. هذا يعني أن النقاط التي كانت تُضمن من فرق الوسط أصبحت شبه مستحيلة الآن.
إن مصير فرق القاع لن يقرره الصراع مع الكبار، بل سيتقرر في المباريات المباشرة بينها، أي "مباريات الست نقاط". أي خسارة في هذه المواجهات تعني الاقتراب خطوة من دوري يلو. ومع اتساع الفجوة بين الفرق المدعومة والأندية الأقل حظاً، أصبحت معركة البقاء في دوري روشن تحدياً لا يحتمل الأخطاء.
المحور الثامن: الخلاصة والتوصيات (رؤية المحلل للمستقبل)
ختاماً، يمكن القول إن دوري روشن السعودي 2025/2026 هو موسم استثنائي بكل المقاييس. لقد كشفت الجولة السابعة عن تغيرات هيكلية عميقة في خارطة المنافسة، حيث أصبح الاستثمار الذكي والعمق التكتيكي هما مفاتيح النجاح.
استنتاجات رئيسية
هيمنة القمة: الصراع على الصدارة سيبقى محصوراً بين الهلال والنصر. الهلال يتمتع باستقرار تكتيكي وتنوع في مصادر الإبداع
، بينما النصر يمتلك قوة حاسمة تتمثل في تفوق رونالدو التهديفي.التهديد الهيكلي: أصبح المربع الذهبي مهدداً بشكل جدي من أندية صاعدة بقوة مثل القادسية ونيوم.
إن النموذج الاقتصادي الجديد الذي اتبعاه في جلب النجوم المخضرمين أعطاهما جاهزية فورية للمنافسة الآسيوية، مما يضع الأهلي والاتحاد تحت ضغط هائل.تأثير الغيابات على الكبار: تراجع الاتحاد إلى المركز الثامن
كان نتيجة مباشرة لغياب نجومه، وعلى رأسهم كريم بنزيما. هذا يكشف عن هشاشة في عمق التشكيلة التي لا تستطيع تحمل الضغوط والإصابات، خلافاً لما يجب أن يكون عليه فريق بطل.
توصيات وتحليلات للمرحلة القادمة
مفتاح عودة الاتحاد: على الاتحاد أن يجد حلاً لأزمة الغيابات وأن يعيد دمج المصابين فور عودتهم في منظومة تكتيكية مستقرة. يجب أن يتعلم الفريق أن لا يعتمد فقط على العبقرية الفردية لنجم واحد، بل على حلول جماعية لضمان المنافسة على المراكز المتقدمة.
استمرار المنافسة الآسيوية: الصراع على البطاقة الآسيوية الثالثة والرابعة سيكون الأكثر شراسة، وسيشمل الأهلي، والقادسية، ونيوم. الأداء الثابت في الجولات القادمة هو ما سيحدد الفائز بهذه المراكز، خاصة مع استمرار تألق لاعبين مؤثرين مثل إيفان توني (الأهلي) وكينونيس (القادسية).
خطر الهبوط: يجب على فرق القاع (ضمك، الأخدود، الفتح، الحزم، والنجمة) النظر بجدية في ضرورة تدعيم صفوفهم بشكل عاجل خلال فترة الانتقالات الشتوية. مع 0 نقطة للنجمة
، فإن التأخير يعني الاقتراب من الهبوط لا محالة. يجب البحث عن مدربين متخصصين في "إنقاذ الفرق" إذا لم تتحسن النتائج في الجولات الثلاث القادمة.
إن دوري روشن السعودي 2025/2026 يواصل ترسيخ نفسه كأقوى دوري في المنطقة. الإثارة ما زالت في بدايتها، والكل ينتظر كيف ستتغير خارطة الترتيب مع دخول مرحلة الحسم!