73f461d12123f7e7fbbbfe490b50d4f2

الليغا تولع بدري: تحليل شامل وحصري لترتيب الدوري الإسباني 2025/2026 بعد الجولة الثانية عشرة

author image

 

مقدمة

1.1. يا ساتر! الليغا في ربع المشوار: (ترتيب الدوري الإسباني 2025/2026)

تعتبر الجولة الثانية عشرة في الدوري الإسباني (لا ليغا) نقطة تحول حاسمة، حيث يكون ربع الموسم قد انتهى وتتضح معالم "حصان الرهان" الحقيقي والفرق التي دخلت في متاهات التوقعات الخاطئة. موسم 2025/2026 لم يكن موسمًا عاديًا، بل شهد تحولات جذرية على صعيد الإدارة الفنية والتعاقدات، مما جعل المنافسة مشتعلة منذ اللحظة الأولى. إنها الليغا في أفضل حلة، وصراع القمة لا يقبل القسمة على اثنين، لكن الفوارق ضئيلة والخطأ ممنوع.

هذا الموسم هو موسم التغيير، بعد أن استعاد برشلونة لقب 2024/2025 بانتصار دربي مؤكد. الفرق الكبرى قررت قلب الطاولة؛ فبدلاً من الاستقرار، جاءت حزمة من التغييرات الإدارية العميقة: ريال مدريد بدأ حقبة جديدة بقيادة تشابي ألونسو ، بينما رسّخ برشلونة فلسفته مع هانسي فليك. هذا يعني أننا أمام صراع تكتيكي وفلسفي جديد تمامًا، مما يزيد من صعوبة التكهن بترتيب الفرق.   

1.2. صيفية الأبطال وانفجار السوق: تحولات الكبار

ريال مدريد دخل الموسم وهو يحمل لواء "أغلى كشوفات العالم" وهدف واضح هو استعادة الليغا ودوري الأبطال. صفقات الجلاكتيكوس الجدد كانت مثيرة للجدل: انضمام كيليان مبابي لتعزيز القوة الهجومية التي تضم فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام ، بالإضافة إلى تدعيم الدفاع بلاعبين مثل ترينت ألكسندر-أرنولد ، وعودة لاعبين شباب صاعدين مثل ألفارو كاريراس وفرانكو ماستنتونو. هذه الصفقات منحت ريال مدريد دفعة قوية تفوق أي مشاكل تكتيكية محتملة قد تنجم عن تغيير المدرب، مما يفسر صدارتهم المبكرة.   

في المقابل، برشلونة واصل الاعتماد على المواهب الشابة الممزوجة بالخبرة. ليفاندوفسكي (7 أهداف) ، ولامين يامال (أحد أفضل لاعبي الليغا) ، ورافينها ، يشكلون القوة الضاربة التي يعتمد عليها هانسي فليك لتطبيق فلسفته الهجومية. الترقب الإعلامي كان عاليًا حول الأسماء الجديدة (مبابي، ألونسو، فليك)، وهذه الأسماء هي المحرك الأساسي لعمليات البحث على محركات الـ SEO، بالإضافة إلى كلمات الترتيب المعتادة. التحدي الأكبر يكمن في مدى قدرة هذه الأندية على تحقيق الاستقرار التكتيكي، لا سيما أن تغيير المدرب يقلل دائمًا من الاستقرار الأولي للفريق.   

II. خارطة الترتيب: من القمة إلى القاع (نظرة تفصيلية)

2.1. الجدول الرسمي المتوقع: ريال مدريد يمسك بالصدارة بثبات

بعد الجولة الثانية عشرة، يتضح أن الصراع يتركز بين قطبي العاصمة والكتالوني، مع تفوق بسيط لمدريد. هذا التفوق يعود بشكل رئيسي للقوة التهديفية المطلقة التي جلبها كيليان مبابي. بناءً على التوقعات العامة وتحليل الأداء، من المتوقع أن ينهي ريال مدريد الجولة 12 وهو متصدر بفارق ضئيل.   

Table 1: الترتيب المتوقع لفرق الليغا 2025/2026 بعد الجولة 12 

المركزالفريقلعبفازتعادلخسرلهعليهفارق الأهدافالنقاط
1ريال مدريد1210113510+2531
2برشلونة129123013+1728
3أتلتيكو مدريد12741229+1325
4فياريال127322011+924
5ريال بيتيس126331914+521
6أتلتيك بيلباو125521613+320
7إسبانيول125341515018
8خيتافي124531414017
9إلتشي124441314-116
10ريال سوسييداد124351417-315
11رايو فاييكانو123541214-214
12ألافيس123541113-214
13سيلتا فيغو123451518-313
14مايوركا123361218-612
15أوساسونا12255915-611
16إشبيلية122551821-311
17فالنسيا122461121-1010
18ريال أوفييدو12156819-118
19جيرونا121471025-157
20ليفانتي121381226-146

2.2. قوانين الليغا في كسر التعادل: ليش المواجهات المباشرة هي الحكم؟

في هذه المرحلة المتقاربة من الموسم، خصوصاً في منطقة الوسط حيث تتراوح النقاط بين 24 نقطة و11 نقطة، يصبح نظام كسر التعادل هو الحكم الفاصل. "يا رجال، الليغا ما تمشي بفارق الأهداف العام إلا إذا ما لعبوا ضد بعض". القواعد في إسبانيا واضحة وتمنح الأفضلية للمواجهات المباشرة، مما يرفع من قيمة كل مباراة تقام بين المنافسين.   

يتم ترتيب الفرق المتساوية في النقاط على النحو التالي: أولاً، النقاط التي حصدها كل فريق في المباريات المباشرة بين الأندية المعنية (Head-to-head points). إذا استمر التعادل، يتم اللجوء إلى فارق الأهداف في هذه المواجهات المباشرة. فارق الأهداف الإجمالي يتم استخدامه كمعيار ثالث فقط في حالة استمرار التعادل بعد المعيارين الأولين، أو إذا لم يكن جميع الفرق قد لعبت ضد بعضها البعض مرتين. هذا يعني أن نتائج مباريات الدور الأول بين الفرق المتنافسة (مثل فياريال وأتلتيكو) لها ثقل كبير، وقد تحدد مراكز التأهل الأوروبي أو حتى النجاة من الهبوط.   

2.3. تحليل التنافسية وتحديات المراكز الأوروبية

على الرغم من الصدارة الثنائية المتوقعة لريال مدريد وبرشلونة، فإن الفارق بين المركز الثالث (أتلتيكو مدريد بـ 25 نقطة) والمركز الثامن (خيتافي بـ 17 نقطة) هو 8 نقاط فقط. هذا الفارق الضيق يؤكد أن المراكز المؤهلة لبطولتي اليوروبا ليغ والكونفرنس ليغ غير مستقرة، وأي تعثر قد يهبط بفريق كان يحلم بالصعود إلى المركز الخامس إلى خارج المراكز الستة الأولى. هذه الكثافة تجعل كل نقطة مكتسبة في مواجهات الوسط هي بمثابة الذهب.

في المقابل، يتواجد فالنسيا، العملاق التاريخي، في المركز السابع عشر بـ 10 نقاط ، جنبًا إلى جنب مع الفرق الصاعدة حديثًا. هذا الوضع يؤكد أن الصراع ليس فنيًا بحتًا، بل يتعلق بالاستقرار الإداري. فالنسيا يعاني من مشاكل هيكلية جعلته يعيش سيناريو الهبوط ، مما يجعله مثالًا واضحًا على كيف يمكن للأزمات الإدارية أن تنسف تاريخ نادي عريق وتضعه في المنطقة الحمراء.   

III. معركة الكبار: سيطرة تكتيكية أم فوضى منظمة؟

3.1. ريال مدريد مع ألونسو: التنظيم مقابل السرعة الجنونية

خلف الأداء النقطي القوي لريال مدريد (31 نقطة متوقعة)، يكمن مشروع تشابي ألونسو الذي لا يزال قيد التكوين. ألونسو يسعى لتغيير هوية مدريد ، بعيدًا عن فريق "الفوضى والإبداع الفردي" الذي كان يعتمد عليه كارلو أنشيلوتي. الفلسفة الجديدة تهدف إلى فرض الإيقاع وإدارة اللعب بتنظيم أكبر، سواء بالكرة أو بدونها.   

التشكيلة الأكثر استخدامًا تحت قيادته هي 4-2-3-1، وقد أظهر الفريق قوة هجومية طاغية، حيث يسجل 2.86 هدف متوقع (xG) في المتوسط، ويطلق ما يقرب من 19 تسديدة في المباراة الواحدة. هذا الرقم العالي يثبت الكفاءة الهجومية، لا سيما ضد الفرق الأقل تنظيمًا، مثل الفوز على ليفانتي 4-1 في إحدى الجولات.   

لكن هناك تحدي كبير يواجه ألونسو: فترته التحضيرية كانت قصيرة جداً (15 يومًا فقط)، بسبب ضغط المباريات والحرارة القاسية في مدريد. هذا أدى إلى أن المشروع لا يزال "قيد الإنشاء". ألونسو (المدرب المنظم) يمتلك الآن فريق "جلاكتيكوس" يعتمد على المهارة الفردية. إذا لم يستطع فرض التنظيم التام على نجومه قبل المرحلة الحاسمة من الموسم، قد يفقد السيطرة، ويتحول الفريق للاعتماد على تألق مبابي وفينيسيوس لوحده، وهو أمر قد لا يكفي في المواجهات الكبرى.   

3.2. برشلونة مع فليك: السرعة ثم السرعة (الضغط والعمودية)

في برشلونة، تبنى هانسي فليك أسلوبًا يطلق عليه المحللون "الفوضى المنظمة" (Organized Chaos). جوهر الفلسفة هو الضغط العالي والعدواني لاستعادة الكرة في مناطق متقدمة، ثم التحول العمودي السريع للأمام (Verticality).   

هذا الأسلوب الهجومي يخدم سرعة الجناحين الشباب، يامال ورافينها ، ويساعد الهرم البولندي روبرت ليفاندوفسكي (7 أهداف)  على الاستفادة من التمريرات السريعة والفرص المتعددة. هذا النهج يضمن معدل تهديفي مرتفع، حيث سجل النادي 102 هدف في الليغا الموسم الماضي.   

لكن "يا ساتر على الدفاع"، فالضغط العالي يترك الدفاع في خطر. برشلونة يعتمد بشكل كبير على خط دفاعي متقدم جدًا، يلعب على مصيدة التسلل (Catching Opponents Offside)، وقد نجح في ذلك 181 مرة في الدوري الموسم الماضي. هذه الإحصائية المخيفة تكشف عن ريسك عالي جدًا، حيث أن أي خطأ فردي أو فشل في الضغط في خط الوسط يؤدي إلى انفرادات كارثية للمنافسين. فليك نفسه انتقد خسارة لاعبيه للكثير من الثنائيات في وسط الملعب، مؤكداً أن هذا الأمر هو الثغرة الرئيسية التي يجب إصلاحها.   

3.3. الكلاسيكو وتأثيره في الجولة 12: مباراة الأهداف المتوقعة

إذا وقع الكلاسيكو في هذه الجولة، فإنه سيكون نقطة تحول نفسي هائلة. التوقعات تشير إلى أن المباراة قد تنتهي بالتعادل ، وهو سيناريو نادر الحدوث في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب غياب بعض اللاعبين المهمين وتناقض الأساليب الدفاعية الهشة في كل من الفريقين.   

المباراة مضمونة الأهداف بسبب تفوق العمالقة الهجوميين: مبابي وفينيسيوس جونيور في طرف، ويامال وليفاندوفسكي في الطرف الآخر. ولكن كما جرت العادة، من المتوقع أن تشهد المباراة قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، قد تغير مسار النتيجة وتزيد من الضغط على الحكم المعين. الكلاسيكو، بغض النظر عن النتيجة، يؤكد أن كلا المدربين (ألونسو وفليك) يمران بمرحلة بناء، وأن أي نتيجة سلبية قد تضع أحدهما تحت ضغط أكبر لتسريع عملية ترسيخ الفلسفة التكتيكية.   

IV. صراع البيتشيتشي: مبابي يصدم الجميع (هداف الدوري الإسباني)

4.1. مبابي والرقم 13: الهيمنة المطلقة على شباك الخصوم

وصول كيليان مبابي إلى ريال مدريد كان يعني تغييرًا جذريًا في معادلة "البيتشيتشي" (لقب هداف الدوري الإسباني). بعد مرور 12 جولة فقط، مبابي يتصدر قائمة الهدافين بـ 13 هدفًا. "يا ساتر! جاي يكسر الأرقام."   

لغة الأهداف المتوقعة (xG) تؤكد جودة مبابي الاستثنائية؛ حيث سجل 13 هدفًا مقارنة بـ 10.8 هدف متوقع (xG). هذا الفارق يثبت أنه ليس مجرد مستفيد من الفرص السهلة، بل هو "نجم الحسم" الذي يحول الفرص الصعبة إلى أهداف. تفوق مبابي بـ 6 أهداف عن أقرب منافسيه بعد 12 جولة فقط يعني أن المعدل التهديفي للموسم قد يتجاوز 40 هدفًا بسهولة. هذا يجعله يمثل "الثلث الهجومي" الجديد لريال مدريد، ويخفف الضغط التهديفي عن زملائه مثل فينيسيوس جونيور (الذي سجل 5 أهداف).   

4.2. منافسة الأجيال: المخضرمون والصاعدون في مطاردة "القطار السريع"

المطاردة خلف مبابي تأتي من ثنائي يتقاسم المركز الثاني بـ 7 أهداف لكل منهما: النجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز لاعب أتلتيكو مدريد، والمخضرم روبرت ليفاندوفسكي لاعب برشلونة. ليفاندوفسكي، رغم تقدمه في العمر، لا يزال رقمًا صعبًا بفضل تمركزه وخبرته.   

أما مفاجآت الوسط فتأتي من لاعبين مثل إيتا إيونغ (ليفانتي) وفيدات موريكي (مايوركا)، اللذين سجلا 6 أهداف لكل منهما. وجود لاعبين من فرق القاع في قائمة الهدافين يوضح كيف أن فرق الوسط تعتمد بشكل كبير على مهاجمين محددين ومميزين، يستغلون الهجمات المرتدة أو ثغرات الفرق الكبرى لتحقيق الإنتاج الهجومي. أي إصابة لهؤلاء اللاعبين قد تؤدي إلى انهيار هجومي كامل للفريق.   

Table 2: هدافي الليغا 2025/2026 بعد الجولة 12 (البيتشيتشي)

الترتيباللاعبالفريقالأهدافالأهداف المتوقعة (xG)
1كيليان مبابيريال مدريد1310.8
2جوليان ألفاريزأتلتيكو مدريد76.0
3روبرت ليفاندوفسكيبرشلونة77.2 (مقدر)
4إيتا إيونغليفانتي66.2
5فيدات موريكيمايوركا65.5 (مقدر)
6فينيسيوس جونيورريال مدريد54.8 (مقدر)

V. الطبقة الوسطى والرهانات الأوروبية (الـ TOP 7)

5.1. أتلتيكو مدريد: سيميوني والبحث عن الثبات

أتلتيكو مدريد يحافظ على المركز الثالث بـ 25 نقطة متوقعة، مؤكداً استقراره تحت قيادة دييغو سيميوني. الروخيبلانكوس هم صمام الأمان الوحيد الذي يملك القدرة على كسر الثنائية القطبية، مستغلين قوة خط دفاعهم (9 أهداف فقط دخلت مرماهم)  والإنتاج الهجومي الجيد لجوليان ألفاريز. يحتاج أتلتيكو إلى الاستفادة من أي تعثر لريال مدريد أو برشلونة، لا سيما مع وجود مدربين جديدين يحاولان بناء فلسفتهما في القطبين.   

5.2. أين تكمن مفاجآت أوروبا؟ صراع اليوروبا والكونفرس ليغ

صراع المراكز الأوروبية (من الرابع إلى السابع) هو الأكثر تذبذبًا في الليغا. الفارق النقطي ضيق جدًا بين فياريال (24 نقطة، متوقع 4) وخيتافي (17 نقطة، متوقع 8). هذا التذبذب يعني أن بطاقة اليوروبا ليغ أو الكونفرنس ليغ ستكون محفوفة بالمخاطر وتعتمد بشكل أساسي على التفوق في المواجهات المباشرة.   

  • فياريال وريال بيتيس: يظهر فياريال قوته وتماسكه ، وهو مرشح دائم للمركز الرابع. أما ريال بيتيس (المركز 5 المتوقع)، فيستفيد بشكل كبير من استمرارية المدرب المخضرم مانويل بيلغريني  الذي يعتمد على خبرته لتحقيق نتائج مستدامة ويمنح الفريق ثباتًا أكبر مقارنة بالفرق التي غيرت مدربيها.   

  • إشبيلية وريال سوسييداد: التغييرات الإدارية أثرت على فرق كانت معتادة على المنافسة الأوروبية. إشبيلية (المركز 16 المتوقع بـ 11 نقطة) تحت قيادة ماتياس ألميدا  يظهر أداءً باهتًا، مما يفسر تأخره. ريال سوسييداد (المركز 10) واجه تحديات بعد التغيير الإداري، مما يؤثر على قدرته على المنافسة بقوة في المراكز الستة الأولى. الفرق التي حافظت على مدربيها (مثل أتلتيك بيلباو مع إرنستو فالفيردي ) تظهر ثباتًا أكبر في هذه المرحلة.   

VI. معركة الهبوط: صراع البقاء في "المنطقة الحمراء"

6.1. عقدة الصاعدين: هل يثبت ريال أوفييدو نفسه؟

شهد الموسم صعود ثلاثة فرق هي ليفانتي، وإلتشي، وريال أوفييدو الذي عاد إلى الأضواء بعد غياب طويل دام 24 سنة.   

الليغا 2025/2026 لم ترحم الفرق الصاعدة؛ فمن المتوقع أن يكون ليفانتي (المركز 20، 6 نقاط) وريال أوفييدو (المركز 18، 8 نقاط) في منطقة الخطر. على الرغم من تألق لاعبين مثل إيتا إيونغ الذي سجل 6 أهداف لصالح ليفانتي ، فإن إنتاجه الفردي لم يمنع الفريق من التراجع، مما يعني أن دفاعه وهجومه المتبقي ضعيفان جداً، وأن الفريق يعاني من هشاشة عامة. الإحصائيات التاريخية تؤكد أن الفرق الصاعدة غالبًا ما تعاني وتعود سريعاً للدرجة الثانية.   

6.2. فالنسيا: قصة مأساوية وتحديات كوربيران

تعد مأساة فالنسيا هي الأبرز في صراع الهبوط. النادي العريق، الذي كان منافسًا دائمًا على المراكز الأوروبية، يعاني بشدة، محتلاً المركز 17 بـ 10 نقاط متوقعة. الأداء كارثي حتى الآن، حيث سجل 2 انتصار و 4 تعادلات و 6 هزائم (W2 D4 L6).   

المشكلة في فالنسيا ليست فنية بحتة، بل هي نتيجة مباشرة لسوء الإدارة والديون التي أثرت على جودة التعاقدات لسنوات. فارق الأهداف السلبي (-10) ومعدل الأهداف المستقبلة المرتفع (1.75 هدف في المباراة) يؤكدان هشاشة الفريق تحت قيادة المدرب كارلوس كوربيران. وجود فالنسيا في المركز 17 دليل على أن "الاسم الكبير" لا يكفي للنجاة، وأن الأزمة الإدارية تنعكس مباشرة في أرض الملعب. على الرغم من محاولات التعاقدات (مثل لويس ريوخا وأرنوت دانجوما) ، فإن النادي يواجه خطر الهبوط الحقيقي لأول مرة منذ عقود.   

VII. الخلاصة والتوقعات الختامية (نظرة استشرافية)

7.1. تقييم شامل لأداء النجوم الجدد وتوصيات للمدربين

الخلاصة التكتيكية: ريال مدريد يمتلك الأفضلية النقطية المبكرة (31 نقطة)  بسبب قوة هجومية فائقة ناتجة عن "تأثير مبابي" ، بالرغم من أن المشروع التكتيكي لتشابي ألونسو لم يكتمل بعد. في المقابل، برشلونة مع فليك يعاني دفاعياً  بسبب الإفراط في العمودية والضغط العالي، لكنه يسجل بكثافة، مما يجعله متقاربًا جدًا في الجودة رغم التباين في الفلسفة.   

توصية ألونسو: يجب على تشابي ألونسو استغلال فترة التوقف الدولية لترسيخ الهوية التكتيكية وتنظيم الدفاع. الاعتماد على تألق مبابي وفينيسيوس  لوحده لن يكون كافياً أمام المنافسين الأوروبيين الأكثر تنظيمًا. البيانات تشير إلى أن الفريق يمتلك الكفاءة الهجومية، لكنه بحاجة إلى ثبات في إدارة الإيقاع.   

توصية فليك: يجب على هانسي فليك إيجاد توازن حقيقي بين "الكثافة" والضغط  وتأمين خط الوسط والدفاع. الاستمرار في الأداء الهجومي المتهور والاعتماد على مصيدة التسلل  سيكلف البارسا نقاطًا حاسمة ضد الفرق التي تتقن الهجمات المرتدة.   

7.2. توقعاتنا لمسار الموسم: هل تستمر الثنائية القطبية؟

يظل ريال مدريد وبرشلونة هما القوتان الضاغمتان والمسيطران على صدارة الدوري الإسباني. توقعات الأسواق تضع ريال مدريد كمرشح ضيق للقب بنسبة 51.3%، بينما تمنح حاسبات Opta العملاقة الأفضلية لبرشلونة بنسبة 46.5%. هذا التقارب يؤكد أن المنافسة ستكون مشتعلة حتى الجولات الأخيرة.   

لكن، مع التفوق الصارخ لكيليان مبابي في قائمة الهدافين بـ 13 هدفًا ، فإن ريال مدريد يمتلك أفضلية فردية حاسمة. هذه الجودة الفردية تسمح للميرينجي بتجاوز التحديات التكتيكية الناجمة عن بداية عهد ألونسو. أما أتلتيكو مدريد، فسيبقى هو صمام الأمان الوحيد القادر على كسر هذه الثنائية القطبية إذا استمر الكبار في ارتكاب الأخطاء التكتيكية الدفاعية. توقع المحللين يشير إلى أن الموسم لن يُحسم إلا في الجولات الأخيرة، لكن التفوق الهجومي لمدريد يمنحه أرجحية طفيفة في الربع الثاني من الموسم.