المقدمة
بعد مرور عشر جولات نارية من موسم ترتيب الدوري الإسباني 2025/2026، بدأت ملامح المنافسة تتشكل بوضوح، والليغا كعادتها ما خلت جمهورها من الإثارة. الجولة العاشرة بالذات كانت بمثابة مفترق طرق، كشفت من خلالها الفرق القادرة على الصمود، واللي راح تدخل دوامة الهبوط المبكر.
الجماهير السعودية العاشقة للكرة الإسبانية كانت تتابع التفاصيل لحظة بلحظة، خصوصًا بعد الأحداث اللي رافقت مباريات الجولة، سواء داخل الملعب أو خارجه. الكلاسيكو الصغير بين فياريال وأتلتيكو، الجدل التحكيمي في مباراة مدريد، وحتى تصريحات المدربين النارية كلها رسمت مشهدًا مثيرًا جعل الحديث عن ترتيب الليغا بعد الجولة العاشرة حديث الشارع الكروي في كل مكان.
الواقع يؤكد أن الموسم الحالي مختلف تمامًا عن المواسم الماضية، لأن الفارق بين المتصدر والعاشر بسيط جدًا، مما يعني أن كل جولة قادمة قادرة على قلب الموازين رأسًا على عقب. ومع ذلك، ريال مدريد يبدو أنه عازم على فرض سيطرته منذ البداية، بينما برشلونة يحاول يثبت أن الهجوم لا يكفي وحده إذا ما كان الدفاع هش.
المحور الأول: ريال مدريد يتصدر المشهد بثبات لا يُكسر
ريال مدريد كالعادة، ما يترك مجال للشك في نواياه. بعد عشر جولات، حقق الفريق 9 انتصارات وخسارة واحدة فقط، جامعًا 27 نقطة جعلته متربعًا على القمة بفارق 5 نقاط عن برشلونة الوصيف.
الميرنجي ما يعرف شيء اسمه "تعادل"، يا فوز يا لا. هذا الأسلوب القتالي خلق هوية قوية عند الفريق، وجعل خصومه يخشون مواجهته، خصوصًا أنه يجمع بين الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية.
معدل تهديف مدريد وصل إلى 2.2 هدف لكل مباراة، بينما استقبل هدفًا واحدًا فقط في المتوسط. هذا التوازن بين الهجوم والدفاع يثبت أن الفريق يعيش أفضل فتراته التكتيكية.
ويكفي القول إن كيليان مبابي ساهم لوحده في تسجيل 9 من أصل 22 هدف للفريق، أي قرابة 41% من حصيلة الفريق التهديفية!
الجماهير تقولها بوضوح:
“مدريد ماشي بخطة البطل، واللي يبي ينافسه لازم يكون مستعد من بدري”.
المحور الثاني: برشلونة.. أقوى هجوم بدون صدارة
برشلونة بدوره يقدم كرة ممتعة، وسجل إلى الآن 25 هدفاً، أكثر من أي فريق آخر في الليغا، لكن مشكلته الكبرى هي الدفاع.
الفريق خسر مباراتين رغم أفضليته الهجومية، والسبب هو استقبال 12 هدفاً في عشر جولات، بمعدل 1.2 هدف في كل مباراة.
رغم وجود أسماء ثقيلة مثل ليفاندوفسكي، توريس، ورافينيا، إلا أن الفريق يعاني من فقدان التركيز في اللحظات الحرجة.
المدرب الكتالوني يملك ترسانة هجومية، لكن واضح إن الفريق يحتاج يشتغل أكثر على المنظومة الدفاعية.
“اللي يسجل كثير، لازم يعرف يدافع كثير” — هذه العبارة تنطبق تمامًا على البارسا.
برشلونة لو قدر يوازن بين القوة الهجومية والانضباط الدفاعي، فراح نشوف سباق ناري على اللقب في النصف الثاني من الموسم.
المحور الثالث: صراع المقاعد الأوروبية.. المعركة الصفراء والحمراء
بعيدًا عن ثنائية القمة، المنافسة على المراكز الأوروبية مشتعلة 🔥
فياريال، أتلتيكو مدريد، وإسبانيول كلهم داخل السباق، والفوارق بين الثالث والسادس ما تتجاوز أربع نقاط فقط.
ترتيب الخمسة الأوائل بعد الجولة العاشرة:
| الترتيب | النادي | ل | ف | ت | خ | له | عليه | فارق | ن |
|----------|---------|---|---|---|----|-------|------|---|
| 1 | ريال مدريد | 10 | 9 | 0 | 1 | 22 | 10 | +12 | 27 |
| 2 | برشلونة | 10 | 7 | 1 | 2 | 25 | 12 | +13 | 22 |
| 3 | فياريال | 10 | 6 | 2 | 2 | 18 | 10 | +8 | 20 |
| 4 | أتلتيكو مدريد | 10 | 5 | 4 | 1 | 18 | 10 | +8 | 19 |
| 5 | إسبانيول | 10 | 5 | 3 | 2 | 14 | 11 | +3 | 18 |
فياريال يقدم موسم متوازن جدًا، دفاع متماسك وهجوم فعال، لكن يحتاج يضاعف الجرأة في المباريات الكبيرة. أما أتلتيكو مدريد، فمشكلته “القديمة الجديدة” هي التعادلات الكثيرة، أربع مباريات انتهت بالتعادل كانت كفيلة بتقليص حظوظه في المنافسة على اللقب.
وبين كل هؤلاء، يظهر إسبانيول كحصان أسود حقيقي، ينافس بجدية على مقعد أوروبي بعد أداء مميز ومتوازن بين الدفاع والهجوم.
المحور الرابع: مبابي يشعل سباق الهدافين
إذا كانت الصدارة محسومة مؤقتًا لريال مدريد، فالهيمنة التهديفية كذلك بقيادة الفرنسي كيليان مبابي.
مبابي يتصدر ترتيب الهدافين بـ 9 أهداف، متفوقًا على جوليان ألفاريز (6 أهداف) وإيتا إيونج (5 أهداف).
هذا الأداء الفتاك جعل تأثير مبابي فوري وواضح، والجميل أن الميرنجي يملك أيضاً دعم فينيسيوس جونيور وأردا جولر، اللي بدورهم سجلوا مساهمات مؤثرة.
من جهة أخرى، الهجوم الكتالوني متنوع أكثر: ليفاندوفسكي، توريس، ورافينيا كلهم قريبين في رصيد الأهداف، ما يجعل برشلونة أقل اعتمادًا على لاعب واحد.
“إذا توقف مبابي، مدريد يتأثر.. بس إذا غاب ليفا، البارسا يلقى بديل جاهز.”
المحور الخامس: المباريات الخارجية.. سر التفوق الملكي
الليغا ما تُكسب في ملعبك فقط، وريال مدريد أثبت أنه الأفضل خارج الديار.
الفريق جمع 12 نقطة من 5 مباريات خارجية، مقابل 15 نقطة في ملعبه، بفارق بسيط جدًا، ما يدل على اتزان رهيب.
أما برشلونة فكان مثاليًا على أرضه (12 من 12)، لكنه فقد تركيزه خارج الكامب نو (10 نقاط من 6 مباريات فقط).
الفرق مثل أتلتيكو وفياريال تعتمد أكثر على جماهيرها في الأرض، لكن الأداء الخارجي هو اللي يفصل البطل عن المنافس.
“مدريد ما يهمه وين يلعب.. دايمًا حاضر، سواء في البرنابيو أو خارجه.”
المحور السادس: فالنسيا في أزمة والهبوط يهدد التاريخ
في الجهة الثانية من الجدول، الوضع مزري للفرق التاريخية.
فالنسيا أحد أكبر أندية إسبانيا يعيش كابوس حقيقي، بـ 9 نقاط فقط بعد عشر جولات. الفريق ما يعرف كيف يكسب خارج ملعبه، وما حصد إلا نقطتين من خمس مباريات برى الديار.
معه في القاع ريال أوفيدو وجيرونا، واللي يمتلكون أضعف خطوط دفاع في الليغا بفارق أهداف يتجاوز -12.
“يا كبرها من ورطة يا فالنسيا!”، كذا يقول جمهور الخفافيش اللي شايف ناديه ينهار بدون حلول واضحة.
المنافسة على الهبوط صارت مثل “سباق أعصاب”، وجولة وحدة ممكن تغيّر شكل القاع بالكامل.
المحور السابع: الفار يشعل الجدل من جديد
ما في أسبوع يمر في الليغا بدون سالفة عن “الفار”.
قرارات مثيرة في أكثر من مباراة، وأخطاء أثّرت فعلاً في النتائج. لجنة الحكام الإسبانية حتى اضطرت تهبط حكم للدرجة الثانية بعد أخطاء واضحة.
المدربين بدأوا يطالبون بتدريب أفضل للقائمين على التقنية لأن الثقة صارت شبه معدومة.
“الفار يولّعها كل جولة!”، هذا الوصف الأقرب للواقع في الدوري الإسباني الحالي.
الخاتمة: الليغا تشتعل والرهان مستمر 🔥
مع نهاية الجولة العاشرة، أصبح ترتيب الدوري الإسباني 2025/2026 مليان بالتحديات والمفاجآت.
ريال مدريد يسير بخطى ثابتة نحو اللقب، برشلونة يحاول تصحيح أخطائه الدفاعية، وأتلتيكو وفياريال ينتظرون الفرصة للانقضاض على أي زلة من الكبار.
أما في القاع، فالمعاناة مستمرة، وفرق مثل فالنسيا وجيرونا أمام منعطف مصيري قبل التوقف الشتوي.
لكن الحقيقة الوحيدة هي أن الليغا ما تعرف الملل، وكل جولة فيها قصة جديدة، وصراع جديد، وجدول ترتيب قابل للانفجار في أي لحظة.
🎯 سؤالنا لكم يا عشاق الكرة:
برأيكم، هل يقدر ريال مدريد يحسم اللقب من بدري، ولا راح نشوف برشلونة يرجع ويقلب الطاولة في الجولات القادمة؟
شاركنا رأيك في التعليقات، وخلونا نعرف توقعاتكم للمراكز الأربعة الأولى نهاية الموسم 👇